كتب:لفتة عبد النبي الخزرجى الفيلسوف والشاعر ورهين المحبسين ، انه ” احمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد التنوخي ” الملقب ” ابو العلاء ، كانت ولادته في معرة النعمان سنة 973 ميلادي ، تعرض في طفولته لمرض الجدري مما تسبب بفقدان بصره ، الا ان هذا لم يمنعه من ولوج عالم المعرفة والتحصيل الادبي والعلمي ، فما كان منه الا ان يتعلم على يد والده مباديء العلوم ، ثم يطوف في بلاد الشام ، ليزور المكتبات ويقطف من ثمارها ما لذ وطاب من معارف ومفاهيم واشعار وعلوم وابجديات الادب العربي واشعار المعلقات . سافر الى بغداد مدينة العلم والحضارة والتاريخ ، ليظفر بالجاه والشهرة والمال ، حاول ان يختلف الى العلماء وارباب الثقافة فالتقى ” اخوان الصفا ” في مجالسهم واعجب بافكارهم ، التقى المتنبي شاعر العراق الكبير واعجب به كثيرا وقد حصد الكثير من حسد الحاسدين وعداوة البعض ، وعندما هوجم المتنبي في مجلس الشريف الرضي ، كان ابو العلاء مدافعا صلبا عنه وقد دفع ثمنا غاليا لهذه المواقف ، مما جعله يعيش حالة املاق وتذمر . وهكذا قررالعودة الى الشام حيث وصلته انباء مرض والدته ، وقبل ان يصل ابو العلاء كانت والدته قد لفظت النفاسها الاخيرة فزادت احزانه وامتعض كثيرا وتشاءم بشكل مثير للغرابة . بعد هذه الاحداث الموجعة اعتزل ابو العلاء في بيته واصبح رهين المحبسين . من اشهر ما كتبه ابو العلاء ” سقد الوند ” وهو ديوان شعر و” اللزوميات او لزوم م لا يلزم ” ديوان شعر ايضا ، حيث احتوى على فلسفته في الكون والبشر والحياة والطبيعة . وله رسالة في اللغة اسماها ” رسالة الملائكة ” كما له ” رسالة الغفران ” وقد ضمنها فلسفته واراؤه ونقده لبعض الظواهر والمعتقدات . ابو العلاء المعري فيلسوف طفح مكيال فلسفته وفاض ، ليكون وبالا عليه في أمة تحارب رجالها وتناصب مفكريها العداء ولا تعير اهتماما لعلمائها ،